📩

عبست وجوه القوم خوف الموت

 عبست وجوه القوم خوف الموت مكتوبة

بَطَلٌ تورث من أبيه شَجاعةً

فيها أُنوف بني الضلالةِ تُرغم

حامي الظعينة أين مِنهُ ربيعةٌ

أم أين من عليا أبيه مكدم

أَوَ تشْتكي العطشَ الفواطمُ عندَه

وبصدر صعدته الفراتُ المفعم

ولو استقى نهرَ المجرَّةِ لارتقى

وطويل ذابله إليها سلَّم

قسما بصارمه الصقيل وإنني

في غير صاعقة السما لا أُقسِم

لولا القضا لمحى الوجود بسيفه

واللهُ يقضي ما يشاء ويحكم

حسمت يديه المرهفاتُ وإنه

وحسامِهِ من حدِّهن لأحسم

وهوى بجنب العلقمي فليتَه

للشاربين به يدافُ العلقم

ومشى لمصرعه الحسينُ وطرفُه

بين الخيامِ وبينَه متقسم

ألفاهُ محجوبَ الجمالِ كأنه

بدرٌ بمنحطم الوشيج ملثم

فأَكبّ مَحنيَّا عليه ودمعُه

صبغ البسيط كأنما هو عندم

قد رام يلثمه فلم يرى موضعا 

لم يدمه عضُّ السلاح فيلثم

نادى وقد ملأ البوادي صيحة

صُمُّ الصخور لهولها تتألم

أَأُخَي من يحمي بنات محمد

إن صرنَ يسترحمن من لا يرحمُ

----------

الشاعر المرحوم: السيد جعفر الحلي

المصدر:  سحر بابل وسجع البلابل